يحذّر الرئيس دونالد ترامب من أن عزله من منصبه «سيتسبب في انقسام يشبه الحرب الأهلية في هذا الأمة، ولن تستطيع بلادنا أن تبرأ منه». وهو يقتبس ما قاله «روبرت جيفريس»، أحد المؤيدين الإنجيليين البارزين، الذي يقول أيضاً إن الديمقراطيين يحاولون عزل ترامب من منصبه لأنهم يعرفون بأنهم لا يستطيعون هزيمته في الانتخابات. لكنه يؤكد أن هذا الجهد سيفشل.
وقد ركزت عاصفة التغريدات التي كتبها ترامب على حقيقة واحدة: من غير المرجح بدرجة عالية أن تؤدي المحاكمة إلى مغادرته البيت الأبيض.
سيتعين على ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ التصويت لإدانة ترامب في محاكمة عزله لإنهاء رئاسته. وهذا الحد المرتفع يفسر سبب عدم إقالة أي رئيس من منصبه بهذه الطريقة، وواحد فقط استقال بدلا من مواجهة العزل ومحاكمة مجلس الشيوخ. سيتعين على جميع الديمقراطيين والمستقلين في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى 20 من الأعضاء الجمهوريين، التصويت ضد ترامب لنكون أمام أول عملية عزل رئاسي.
ولتوضيح حجم التحدي، أفترض هنا أن أعضاء مجلس الشيوخ يصطفون بناءً على سجلاتهم الأيديولوجية، مع تخلي الجمهوريين الأكثر اعتدالا عن ترامب وتشبث الأعضاء الأكثر محافظةً به. في هذه الحالة، من المرجح أن يأتي الصوت الـ67 من «جيري موران» (من كانساس). وكان يتعين على ترامب أن يخسر ليس فقط ناقدين مثل «سوزان كولينز» و«ميت رومني»، بل أيضاً زعيم الأغلبية «ميتش ماكونيل» والمدافعين في بعض الأحيان «ليندسي جراهام» و«روجر ويكر».
وبعبارة أخرى، لا يمكن أن يحدث العزل من دون إجماع وطني واسع النطاق على مسألة رحيل ترامب. ويجب أن يشمل هذا نسبة كبيرة من الأميركيين الذين صوتوا لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016. إن السيناريو الذي يطرحه جيفريس، والذي يحتفظ فيه ترامب بقدر كبير من الدعم لدرجة تؤهله للفوز بالانتخابات القادمة، ما يجعل الكونجرس يحاول عزله لمنع حدوث ذلك، هو أمر مستحيل. يقول القس جيفريس إن الإقالة أو العزل من شأنه أن «يلغي أصوات الملايين من الإنجيليين». وإذا نحينا جانباً حقيقة كون عزل ترامب ستجعل المسيحي الإنجيلي «مايك بينس» رئيساً، فإن هذه الحجة تتجاهل مرة أخرى الهيكل الدستوري للعزل. وإذا كان 67 من أعضاء مجلس الشيوخ على استعداد للتصويت لصالح أمر ما، فمن شبه المؤكد أن ملايين الإنجيليين سيوافقون على ذلك الأمر. وسيحتاج مؤيدو ترامب للتقلص، حتى أن بعضهم سيكون قادراً على رؤية مدى تفوق الآخرين عليهم بشكل سيء.
وهناك درس لخصوم ترامب، أيضاً، إذا كانوا يريدون محاكمة تليها إقالة، إذ سيتعين عليهم إقناع ملايين الناخبين المؤيدين له. لا يمكن اعتبار المحاكمة والإقالة من أعمال الانتقام أو الحرب الثقافية، بل بالأحرى حكماً سلبياً على الناخبين حين يختارون ترامب! وربما لن ينجحوا في شيء من ذلك. أما إمكانية اندلاع حرب أهلية بسبب إقالة ترامب، فهي أمر لا نحتاج للقلق بشأنه.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وقد ركزت عاصفة التغريدات التي كتبها ترامب على حقيقة واحدة: من غير المرجح بدرجة عالية أن تؤدي المحاكمة إلى مغادرته البيت الأبيض.
سيتعين على ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ التصويت لإدانة ترامب في محاكمة عزله لإنهاء رئاسته. وهذا الحد المرتفع يفسر سبب عدم إقالة أي رئيس من منصبه بهذه الطريقة، وواحد فقط استقال بدلا من مواجهة العزل ومحاكمة مجلس الشيوخ. سيتعين على جميع الديمقراطيين والمستقلين في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى 20 من الأعضاء الجمهوريين، التصويت ضد ترامب لنكون أمام أول عملية عزل رئاسي.
ولتوضيح حجم التحدي، أفترض هنا أن أعضاء مجلس الشيوخ يصطفون بناءً على سجلاتهم الأيديولوجية، مع تخلي الجمهوريين الأكثر اعتدالا عن ترامب وتشبث الأعضاء الأكثر محافظةً به. في هذه الحالة، من المرجح أن يأتي الصوت الـ67 من «جيري موران» (من كانساس). وكان يتعين على ترامب أن يخسر ليس فقط ناقدين مثل «سوزان كولينز» و«ميت رومني»، بل أيضاً زعيم الأغلبية «ميتش ماكونيل» والمدافعين في بعض الأحيان «ليندسي جراهام» و«روجر ويكر».
وبعبارة أخرى، لا يمكن أن يحدث العزل من دون إجماع وطني واسع النطاق على مسألة رحيل ترامب. ويجب أن يشمل هذا نسبة كبيرة من الأميركيين الذين صوتوا لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016. إن السيناريو الذي يطرحه جيفريس، والذي يحتفظ فيه ترامب بقدر كبير من الدعم لدرجة تؤهله للفوز بالانتخابات القادمة، ما يجعل الكونجرس يحاول عزله لمنع حدوث ذلك، هو أمر مستحيل. يقول القس جيفريس إن الإقالة أو العزل من شأنه أن «يلغي أصوات الملايين من الإنجيليين». وإذا نحينا جانباً حقيقة كون عزل ترامب ستجعل المسيحي الإنجيلي «مايك بينس» رئيساً، فإن هذه الحجة تتجاهل مرة أخرى الهيكل الدستوري للعزل. وإذا كان 67 من أعضاء مجلس الشيوخ على استعداد للتصويت لصالح أمر ما، فمن شبه المؤكد أن ملايين الإنجيليين سيوافقون على ذلك الأمر. وسيحتاج مؤيدو ترامب للتقلص، حتى أن بعضهم سيكون قادراً على رؤية مدى تفوق الآخرين عليهم بشكل سيء.
وهناك درس لخصوم ترامب، أيضاً، إذا كانوا يريدون محاكمة تليها إقالة، إذ سيتعين عليهم إقناع ملايين الناخبين المؤيدين له. لا يمكن اعتبار المحاكمة والإقالة من أعمال الانتقام أو الحرب الثقافية، بل بالأحرى حكماً سلبياً على الناخبين حين يختارون ترامب! وربما لن ينجحوا في شيء من ذلك. أما إمكانية اندلاع حرب أهلية بسبب إقالة ترامب، فهي أمر لا نحتاج للقلق بشأنه.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»